ولدت ماريا مونتيسوري في إيطاليا عام 1780م ، وكانت أول امرأة تتخرج في كلية الطب بجامعة روما عام 1896م وعملت بعد تخرجها في مؤسسة للأمراض النفسية، يتجمع فيها أطفال متعثرون في نموهم، ومتخلفون في قدراتهم العقلية واستعدادهم للتعلم. ولما كانت مهمتها الرئيسية كطبيبة هي العناية بأحوالهم الجسمية والروحية، إلا أنها أدركت من خلال ذلك أنها قادرة على الإلتقاء بعقولهم، وأيقنت أن لدى أولئك الأطفال قدرات للتعلم أكبر بكثير مما كان يعتقد .وكرست حياتها في الدراسة، لتصل إلى أفضل الطرق لتعليم الأطفال، والأفقر منهم بصفة خاصة. الذين هم أكثر الأطفال عرضة للتحديات،
لقد ناقشت مونتسوري في كتابها (العقل الماص) 1949 طريقة وأهمية الحركة في تحسين عملية التعلم.. وكان قد ظهر إلى الوجود وقتها المدارس التي بدأت تشمل مناهجها بالحركة الضرورية للتعلم ولكن بمساحات منفصلة عن الصفوف انتقدت مونسوري هذه الفكرة وقالت هناك صلة وثيقة بين الحركة والعقل ولذلك عندما نهتم بتعليم الطفل فإننا يجب أن لا نفصل الحركة عن مناطق التدريس
وتشير مونتسوري أيضاً إلى فلسفتها حول الحركة حيث كانت تدور حول فكرة أن الأشياء الحية لا تتحرك أبداً بشكل عشوائي بل بشكل هادف وهي خاضعة لقوانين الطبيعة.
من هذه الفلسفة طورت مونتسوري أساليب التعلم من خلال الأنشطة التي تعمل على توفير حرية الحركة في داخل الصفوف بشكل يخدم متطلبات التطور الأخرى وجعلت هذه المسؤولية عاتق الكبار سواء أكانوا آباء أو معلمين. وتشير أيضاً إلى علاقة اليد بالذكاء فتقول إن تطور اليد محكوماً بالعقل وبالتالي سوف يعكس مؤثرات البيئة فتشير مونتسوري إلى تاريخ الحضارات الذي هو منعكس لدى الإنسان والحياة الروحية والعاطفية المستمدة من براعة صنع الإنسان أيضاً كل التغيرات في البيئة كانت بسبب يد الإنسان فالشكر لليد التي هي سبب تقدم كل الحضارات ونحن نقول أن الشكر لله هو الذي يحرك هذه اليد. وكذلك ما أشار إليه (بياجيه) من نوافذ القرص وتشبكات الدماغ فكل حركة تقوم بها اليد تعمل على تشبك في الدماغ وكلما ازدادت تشبكات الدماغ ازداد نمو الذكاء
أما نتائج أبحاث الدماغ الحديثة فإنها مذهلة حيث تعتبر الحركة أساس لتحسين التعلم وتعتبر أن الجسم ينمي الدماغ ويشكلان شراكة متلازمة.. يوضح ذلك إن ما ينقله الدماغ إلى الجسم يعتمد إلى حد كبير على الرسائل التي يرسلها الجسم إلى الدماغ حينما يتظافران معاً لصالح الكائن الحي. وهذا يعني في الحياة الصفية أن الجسم والدماغ يتحاوران ويعملان معاً على الدوام فعندما يطلب منه أن يهدأ ولا يتحرك فإن عمل الشريك الآخر يتأثر بشكل كبير). فعندما نفكر في تقاليد نظامنا التعليمي الذي ورثناه فإننا لا نملك سوى أن نتعجب كم هي بعيدة بعض سماته عن مستوى الفاعلية أو الجودة فأطفالنا في هذا النظام يجلسون بهدوء في صفوف لا يتحركون ولا يتحدثون.. يا لها من وصفة فاشلة للتعلم تشبه (مونتسوري) هؤلاء الأطفال (بالفراشات المعلقة بخيوط في مقاعدهم).
واليوم ؛ فإن تراثها واضح ومشهور في كل العالم، وقد أضحى أسلوبها التعليمي والتربوي مقروناً باسمها. وقد توفيت بهولندا عام 1952 حضانات الأسكندرية - حضانة الإسكندرية مونتسوري |